يعد انتقال الخط العربي أو “خط الجزم” إلى مكة المكرمة حدثاً تاريخياً حول الاعتماد في الكتابة من خط المسند إلى “خط الجزم” وهو الخط العربي في وقتنا الحاضر، ويرجع الفضل في ذلك إلى “بشر بن عبدالملك” شقيق “الأكيدر” حاكم دومة الجندل، الذي علّم أهل مكة الكتابة بخط الجزم.
ومع إعلان وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود أن يكون عام 2020 عام الخط العربي، تستعرض “سبق” الحدث التاريخي في نقل خط الجزم “الخط العربي” إلى مكة، حيث قال مدير متحف الجوف الإقليمي أحمد بن عتيق القعيد، إن شقيق حاكم دومة الجندل نقل خط الجزم “الخط العربي” إلى قبيلة قريش بمكة، إذ كان الناس يكتبون بخط المسند، وتعلم بشر بن عبدالملك خط الجزم من أهل الأنبار بحكم قرب دومة الجندل من بلاد الرافدين، وكان التواصل مستمراً مع بلاد الرافدين، حتى في الفن المعماري، والثقافة الموجودة في دومة الجندل.
وأضاف أن أحد الشعراء مجّد دور بشر بن عبدالملك، شقيق أكيدر بن عبدالملك حاكم دومة الجندل في تعليم الخط العربي أو خط الجزم ونقله إلى قبيلة قريش بمكة حيث قال:
فلا تجحدوا نعماء بشر عليكمُ
فقد كان ميمون النقيبة أزهرا
أتاكم بخط الجزم حتى حفظتمُ
من المال ما قد كان شتى مبعثرا
وأتقنتمُ ما كان بالمال مهملا
وطمأنتمُ ما كان منه منفرا
فأجريتم الأقلام عوداً وبدأةً
وضاهيتمُ كتّاب كسرى وقيصرا
وأغنيتمُ عن مسند الحي حميرا
وما زبرت في الصُّحْف أقيال حميرا
وقال “القعيد”: نفخر في الجوف بمثل هذه الأبيات؛ لأنها تدل على ثقافة المنطقة منذ وقت مبكر، فالسكان المحليون كانت ثقافتهم عالية جداً.