كشفت الشركة العالمية “هواوي”، خلال مؤتمر صحفي نظّمته أمس، النقاب عن نتائج دراسة عالمية أجرتها في مجال الملكية الفكرية، وموقف “هواوي” من استخدام حقوق الملكية الفكرية الخاصة بها من قِبل الأطراف الأخرى.
وحذّر سونج ليوبينج؛ كبير المسؤولين القانونيين بشركة هواوي الذي مثّل الشركة في المؤتمر الصحفي من مغبة إقحام السياسة في الابتكار والملكية الفكرية، مؤكداً أن الملكية الفكرية هي حجر الزاوية للابتكار، وإقحام السياسة فيها يهدّد تقدم مسيرة الابتكارات في جميع أنحاء العالم.
وقال “سونج”: “إذا استخدم السياسيون الملكية الفكرية كأداة سياسية، فسيدمّرون الثقة بنظام حماية براءات الاختراع حول العالم. وإن عمدت بعض الحكومات إلى استهداف تجريد بعض الشركات من الملكية الفكرية بشكل انتقائي، فستدمّر بذلك الأسس التي يقوم عليها الابتكار العالمي ويخلخل الثقة بحماية حقوقها”.
وتتناول ورقة عمل تحمل عنوان “احترام الملكية الفكرية وحمايتها: أساس الابتكار” تفاصيل ممارسات “هواوي” في مجال الابتكار وحماية حقوق الملكية الفكرية وإسهاماتها في كل منهما، وتتطرق لقضايا معاصرة تتعلق ببناء الثقة بمجال الملكية الفكرية وسبل التعاون وأطر العمل المشترك لضمان مواصلة العمل في هذا المجال وفق الأسس والقوانين والمواثيق الدولية الراعية للملكية الفكرية.
وتشير الورقة إلى أن الابتكار وحماية الملكية الفكرية يقعان في صميم نجاح “هواوي” على مدار أكثر من 30 عاماً، وقد تجسّد ذلك من خلال نوعية وكم براءات الاختراع التي يتم منحها للشركة، ففي نهاية عام 2018، حصدت “هواوي” 87805 براءات اختراع؛ منها 11152 براءة اختراع في أمريكا وحدها، ومنذ عام 2015، حصلت “هواوي” على أكثر من 1.4 مليار دولار أمريكي من إيرادات الترخيص.
وتذكر الدراسة أنه بعيداً عن تجميع براءات الاختراع الخاصة بها، دفعت “هواوي” أيضاً أكثر من 6 مليارات دولار أمريكي رسوماً للتنفيذ القانوني للملكية الفكرية للشركات الأخرى، مع دفع ما يقرب من 80 % من تلك الرسوم لشركات أمريكية.
وقال “سونج” في حديثه للإعلام، إن الملكية الفكرية هي ملكية خاصة يحميها القانون، ويجب حل النزاعات من خلال المحاضر القانونية، وأضاف أنه خلال الثلاثين عاماً الماضية لم تخلص أيّ محكمة من قبل إلى أن شركة هواوي متورّطة في السرقة الجنائية للملكية الفكرية، وأنه لم تطلب أي محكمة أبداً من “هواوي” دفع تعويضات لهذا الغرض.
وأوضح “سونج”؛ أن مبدأ التعاون والاحترام الذي تتبعه شركة هواوي في مجال الملكية الفكرية يتجلى من خلال حقيقة بسيطة مفادها أن عديداً من إنجازاتها التكنولوجية يتم دمجها في المعايير المفتوحة التي تحكم تقنيات الجيل الثالث والجيل الرابع والجيل الخامس المتفق والمتعارف عليها دولياً، ونتيجة لذلك، على الرغم من أن بعض الدول لا تشتري المنتجات مباشرة من “هواوي”، إلا أنها لا تزال تستخدم براءات الاختراع الأساسية من “هواوي” وتشارك في فوائد التكنولوجيا التي توفرها “هواوي” للعالم، على حد قول “سونج”.
وتطرق أيضاً إلى موقف “هواوي” من استخدام براءات الاختراع كأداة ضغط، مؤكداً أن الشركة لن تستخدم مجموعة براءات الاختراع الخاصة بها كسلاح، مؤكداً أنه بدلاً من ذلك، ستستمر “هواوي” في تبني موقف تعاوني منفتح وتتبع مبدأ “السلوك العادل والمعقول وغير التمييزي” الذي يعرف بـ “FRAND”، عند التعامل مع الأطراف المعنية في الصناعة بشأن ترخيص براءات الاختراع.
وأضاف “سونج”: “كما هو الحال دائماً، فإن “هواوي” مستعدة وراغبة في مشاركة تقنياتها مع العالم، وهذا يشمل تقنية الجيل الخامس، والشركات الأمريكية والمستهلكين الأمريكيين، ونحن على ثقة بأنه من خلال التعاون المنفتح والعمل المشترك يمكننا معاً دفع عجلة صناعة الاتصالات وتقنية المعلومات نحو الأمام وتطوير التكنولوجيا للبشرية جمعاء”.