صحيفة أناهيد الإخبارية : تمكن العلماء من معرفة الشكل الذي بدا عليه إنسان دينيسوفان المنقرض، أحد أسلاف الإنسان الأكثر غموضا في التاريخ.
وعاش إنسان دينيسوفان، جنبا إلى جنب مع أسلافنا من البشر الحديثين وأيضا البدائيين قبل 100 ألف عام، ولكن حتى الآن، ظل مظهرهم لغزا محيرا.
وخلال الدراسة الحديثة، قام باحثون من الجامعة العبرية في القدس بعملية إعادة تشكيل لدينيسوفان، استنادا إلى نموذج من مثيلة الحمض النووي الريبوزي المنقوص الأكسجين (اختصارا، مثلية الحمض النووي) الخاصة بهم، وهو إجراء عملية مثيلة (إضافة مجموعة ميثيل) إلى الحمض النووي الريبوزي المنقوص الأكسجين بهدف تغيير الشكل البنائي له.
ووقع استخلاص المادة الجينية من عظمة إصبع أنثى تنتمي لفصيلة إنسان دينيسوفان المنقرضة.
وقال ليران كارمل، المؤلف الرئيسي في الدراسة: “إننا نقدم أول إعادة بناء لتشريح الهيكل العظمي للدينيسوفان”، وأضاف: “من نواح كثيرة، كان إنسان دينيسوفان يشبه البشر البدائيين، ولكن في بعض الصفات كانوا يشبهوننا، وفي حالات أخرى كانوا فريدين من نوعهم”.
وفي الدراسة، قارن الباحثون أنماط مثلية الحمض النووي بين ثلاث مجموعات بشرية مبكرة للعثور على مناطق في الجينوم التي كانت مختلفة جدا.
وبعد ذلك، بحث الفريق عن أدلة حول ما يعنيه هذا الاختلاف للميزات التشريحية، وسمح لهم ذلك بالتنبؤ بالميزات التي ربما شاركها دينيسوفان من الإنسان الحديث أو الإنسان البدائي، والميزات التي كانت فريدة من نوعها.
وكشف التحليل عن 56 ميزة تشريحية التي تميز إنسان دينيسوفان عن كل من البشر الحديثين والإنسان البدائي، ووجد الباحثون أن جمجمة الدينيسوفان، على سبيل المثال، من المحتمل أن تكون أكبر من جمجمة البشر المعاصرين أو البدائيين، بينما يحتمل أنه كان لديهم قوس سني أطول.
ومع ذلك، عثر الباحثون على العديد من الميزات المماثلة لتلك الموجودة في الإنسان الحديث وفي الإنسان البدائي نياندرتال، بما في ذلك الوجه الممدود والحوض الواسع.
وأشار كارمل إلى أن هذه الدراسة “يمكن أن تعلمنا الكثير حول التكيف البشري والقيود التطورية والنمو والتفاعلات بين الجينات والبيئة”، وأضاف: “على مستوى أكثر عمومية، يمثل هذا العمل خطوة نحو التمكن من استنتاج تشريح الفرد بناء على الحمض النووي الخاص به”.
المصدر: ميرور