كشفت دراسة جديدة أن الأشخاص الذين يصابون بالشلل الرعاش قبل سن الخمسين ربما ولدوا بخلايا دماغية تالفة.
ويحدث مرض الشلل الرعاش عندما تصبح الخلايا العصبية في الدماغ، التي تصنع الدوبامين، وهي مادة تساعد على تنسيق حركة العضلات، ضعيفة أو تحتضر.
وتشمل أعراضه التي تزداد سوءا مع مرور الوقت، بطء الحركة وجمود العضلات بالإضافة إلى الرعاش وفقدان التوازن، ولا يوجد علاج معروف حتى الآن لهذه الحالة.
ووجدت الدراسة الحديثة التي أجراها مركز Cedars-Sinai الطبي في كاليفورنيا، أن الذين يصابون بالمرض قبل بلوغ سن 50 عاما، ربما ولدوا بخلايا دماغية مضطربة.
وقالت الدكتورة ميشيل تاغلياتي، المؤلفة المشاركة في الدراسة، ومديرة برنامج اضطرابات الحركة في Cedars-Sinai: “هذه الدراسة الحديثة المثيرة تعطي الأمل في أننا يوم ما قد نصبح قادرين على اكتشاف واتخاذ اجراءات مبكرة لمنع هذا المرض في الأفراد المعرضين للخطر”.
وأنشأ الباحثون خلايا جذعية خاصة، تُعرف بالخلايا الجذعية المحفزة المستحثة (iPSCs)، من خلايا المرضى الذين يعانون من مرض باركينسون بشكل مبكر، وهي عملية تنطوي على “الرجوع بالزمن” لخلايا الدم البالغة، إلى الحالة الجنينية البدائية.
واستخدم الفريق الخلايا الجذعية المحفزة المستحثة لإنتاج خلايا الدوبامين العصبية من كل مريض، ثم زرعها في طبق المختبر وتحليل وظائف الخلايا العصبية.
واكتشف الباحثون شذوذين رئيسيين في خلايا الدوبامين العصبية في طبق المختبر، حيث رصدوا أولا، تراكم بروتين ألفا-ساينوكلين، وهو بروتين يحدث في معظم أشكال مرض باركنسون. كما لاحظوا ثانيا، خللا في هياكل الجسيمات الحالة (اليخلول) ، وهي عبارة عن “حاويات قمامة” تعمل على تحطيم البروتينات والتخلص منها، وقد يتسبب هذا الخلل في تراكم البروتين.
وقال مؤلف الدراسة البارز، الدكتور كلايف سفيندسن، مدير معهد Cedars-Sinai: “ما نشاهده باستخدام هذا النموذج الجديد هو العلامات الأولى للشلل الرعاش المبكر”.
وأضاف: “يبدو أن خلايا الدوبامين العصبية لدى هؤلاء الأفراد قد تستمر في تخريب ألفا سينوكليين على مدى فترة 20 أو 30 سنة، ما يتسبب في ظهور أعراض مرض باركنسون”.
واستخدم الباحثون نموذج الخلايا الجذعية أيضا، لاختبار عدد من الأدوية التي قد تساعد في إزالة الشذوذ الذي لاحظوه، ووجدوا أن دواء واحدا تم اعتماده بالفعل من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج محرضات الجلد، وهو PEP005، يمكن أن تقلل من المستويات المرتفعة من بروتين ألفا-ساينوكلين في كل من خلايا الدوبامين العصبية في طبق المختبر وفي الفئران المخبرية.
ويخطط الباحثون الآن، لإجراء المزيد من الدراسات لتحديد ما إذا كانت الشواذ التي خلصت إليها الدراسة في الخلايا العصبية لمرضى الشلل الرعاش المبكر تظهر أيضا في أشكال أخرى من الشلل الرعاش.
المصدر: ديلي ميل