إذا كنت تعتقد أنك مررت بعام سيء للغاية، فعليك التفكير للحظة في الأرواح البائسة التي عاشت عام 536 ميلادي.
وما يزال ذلك العام المرعب أحد أكثر الأعوام دموية في تاريخ البشرية، حيث اكتسحت المجاعة كوكبنا ودمرّ الوباء معالم الحياة.
ووصف أحد المؤرخين عام 536م بأنه “الأسوأ في التاريخ”، حيث شهد غرق الأرض في ظلام دامس، وحلّ الضباب الغامض على أوروبا والشرق الأوسط وأجزاء من آسيا.
كما حُجبت الشمس ليلا ونهارا لمدة 18 شهرا، ما تسبب في تساقط الثلوج في الصين، وتدهور المحاصيل على المستوى القاري مع انتشار الجفاف الشديد والمجاعة والمرض، في معظم أنحاء نصف الكرة الشمالي.
وكتب المؤرخ البيزنطي Procopius: “الشمس أطلقت نورها دون سطوع، مثل القمر، طوال العام”، ما يعني توقف المحاصيل عن النمو، وبالتالي انهيار الاقتصاد العالمي وانتشار المجاعة.
وفي إيرلندا، حيث أثار الضباب مجاعة مميتة اجتاحت الأمة لمدة 3 سنوات، وُصفت الفترة بين عامي 536 و539 ميلادي بأنها فترة “تدهور الخبز”. وبرز الضباب كسحابة غبار منبعثة من بركان في آيسلندا، بعد ثوران ضخم.
وأنتج النشاط البركاني ملايين الأطنان من الرماد، التي انتشرت على مساحات شاسعة من العالم.
ولا نعرف حتى الآن عدد الذين لقوا حتفهم خلال الكارثة، وسنوات الاضطرابات التي أعقبت ذلك، ولكن من الممكن أن تكون ألحقت الضرر بعشرات الملايين من الناس.
وربما يكون الخراب الناجم عن الضباب قد أدى إلى ظهور “العصور المظلمة”، حيث يعتقد أستاذ جامعة هارفارد، مايكل ماكورميك، أن عام 536م هو المرشح الأول لجائزة العام الأسوأ في التاريخ.
وفي العام الماضي، قال مايكل في حديث مع مجلة “ساينس”، إنه لا يعتقد أن العالم تعافى حتى عام 640 ميلادي، أي بعد مرور أكثر من 100 عام.
المصدر: ذي صن