ألقى اللواء ركن الدكتور شامي الظاهري عضو منتدى الخبرة السعودي الخبير العسكري والاستراتيجي؛ محاضرة نظمها نادي الأحساء الأدبي مساء الأربعاء السابع من ذي القعدة الجاري ضمن برنامج النادي الصيفي “صيفي.. ثقافي”، وأدارها الدكتور نافل بن غازي النفيعي الباحث في الشؤون الدولية.
وتناول “الظاهري” في محاضرته الظروف السياسية التي واجهت المملكة، وكانت سببًا لانطلاق عاصفة الحزم في الساعة الثانية صباحًا بتوقيت السعودية من يوم الخميس 5 جمادى الآخرة 1436هـ – 26 مارس 2015م.
وقال “الظاهري”: مهددات خطيرة واجهت المملكة العربية السعودية بهدف إضعافها، وتتمثل في مشاريع ثلاثة كلها خطيرة ومدروسة؛ وهي: مشروع وفكرة الفوضى الخلاقة، وهو أحد المشاريع المدمرة، بني على مصطلح سياسي ذي أرضية وخلفية دينية تم توظيف الدين لمصالح سياسية، مفترضًا أن دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هي دول مترهلة يسودها الاستبداد والفوضى، ولا يوجد فيها ديمقراطية، وهي تشكل خطرًا على العالم بأسره، لهذا جاء هذا المشروع الخبيث لهدم هذه الدول وتفتيتها، ومن ثم إعادة بنائها بغطاء ديني أو مذهبي طائفي.
وأضاف: كان ما سمي بالربيع العربي نقطة انطلاق هذا المشروع؛ حيث بدأ بالعراق وتفتيته واستبدال جيشه بميليشيات مذهبية طائفية إثنية، ثم انتقل لتونس وسوريا ومصر وليبيا واليمن، فتم القضاء على ٧٠٪ من الجيش السوري في حروب عبثية، وكلما هدأ القتل عاد ليستمر بصورة تؤكد المقولة: إذا رأيت أعداءك يتقاتلون فزد النار عليهم، وحاولوا تفتيت الجيش المصري فافتعلوا أحداثًا أدخلت الجيش في مواجهة مع الشعب، إلا أن وعي الشعب المصري ووقوف المملكة إلى جانب مصر أحبط هذا المشروع المدمر.
وأردف: لم تتعافَ تونس وليبيا واليمن حتى الآن من تبعات وأهداف هذا المشروع الخبيث؛ فلا يزال التصاعد في الأحداث يحكم الأوضاع في هذه البلدان.
وقال “الظاهري”: المشروع الثاني الذي يكمن في مشروع “أم القرى”، وهو أحد المحركات السياسية الإيرانية، فقد استغلت إيران الخمينية توظيف الجغرافيا والتاريخ بما يتزاوج مع الفلسفة والفقه والسياسة وفق المنظور الإيراني، مستغلة الإعلام والتعليم والمال لتحقيق هذا المشروع في ظل غياب وجود مشاريع عربية مقابلة ومضادة، ووصل التبجح والصفاقة بالسيد “حلنجي” رئيس وزراء إيران إلى القول: (إن الخليج ينتهي إلى فارس وإنه خليج فارسي). ثم جاء الخميني في العام ١٩٧٩م بفكرة تصدير الثورة وولاية الفقيه المطلقة، وأخيرًا كان مشروع (أم القرى) لمحمد جواد لارجاني الذي ينص على تصدير الثورة الخمينية، وأن مدينة (قم) يجب أن تكون مركز إشعاع العالم الإسلامي؛ في سعي لإضعاف مكانة مكة الروحية في وعي الأجيال الحاضرة والقادمة من المسلمين.
وتحدث “الظاهري” عن المشروع الثالث من هذه المشاريع الخبيثة، ولخّصه في تداعيات الأزمة اليمنية التي اختلقها الحوثيون بدعم وتخطيط من إيران وحزب الله في لبنان؛ حيث انقضّوا على الدولة اليمنية بعد أن شاركوا في الحوار الوطني الذي اتفق فيه اليمنيون على صياغة دستورهم ووحدة وطنهم.
وقال: الحوثيون انقلبوا على هذا التوافق الذي رعته المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، فاحتلوا مؤسسات الدولة وسيطروا على مخازن الأسلحة بتنسيق وتسهيل من الرئيس السابق علي صالح، الذي قتله الحوثيون فيما بعد حينما انتهت حاجتهم له كحليف، وصنعوا الجيش وفق ولاءات مذهبية تملى عليهم من إيران، وبدؤوا باستفزازاتهم فنفذوا مناورة ضخمة على حدود المملكة الجنوبية.
وأضاف: هنا انطلقت عاصفة الحزم بتحالف عربي غير مسبوق لتعيد الأمور إلى نصابها وتقضي على هذا المشروع الخبيث؛ لإعادة الأمن لليمن والمنطقة بأسرها.
وأردف: عاصفة الحزم تعد نقطة تحول في تاريخ الأمة العربية بصورة عامة، والمملكة بصورة خاصة، وهي مشروع استراتيجي مضاد للمشاريع الثلاثة التي واجهتها المملكة باقتدار وأعادت للأمة الثقة بذاتها وقدراتها.