أوضح محافظ جدة، رئيس اللجنة العليا لمعرض الكتاب، الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز، أن هناك تحدياً واجه القائمين لكن مع إصرار رجاله، بلغوا النجاح، وصنعت عزائم العاملين في معرض الكتاب لهذا العام الأفق البعيد، بداية من زيادة المساحة بنسبة 30 % التي وصلت في مجملها، إلى 27500 متر مربع، ووجود 42 دولة، وانتهاءً بتفعيل جوانب الثقافة.
وأضاف الأمير مشعل بن ماجد؛ أن المعرض شهد إضافة مهمة أبرزها إقامة فعاليات ثقافية متنوعة لخمس دول صديقة هي: الصين، واليابان، وتركمانستان، والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة الأمريكية.
وأكّد أن التنوّع الذي حظيت به فعاليات المعرض في نسخته الثالثة، وصل بالقارئ والمثقف السعودي إلى الأفق البعيد، إضافة إلى توسيع مداركه وربطه بثقافة القراءة والكتاب، مشيراً إلى أن هذا الحدث يدعو إلى الفخر والاعتزاز؛ لأن مَن يديره هم “الشباب السعودي” الذين استقبلوا الزوّار وكانوا في أروقة المعرض وأجنحته، مروراً بتقديم خدمات الإرشاد والتوجيه إلى المواقع التي يطلبها الزائرون، وانتهاءً بتوديعهم بعد قضاء يوم من التنقل بين أجنحة دور النشر واستعراض مختلف العناوين.
وقال محافظ جدة: إن دعم الحراك الثقافي جاء بدعم خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد الأمين، مضيفاً أن لصانع الثقافة والأدب مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرّمة الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز؛ النصيب الأكبر من رعاية هذا المشهد الذي أوصل للعالم المكانة المميزة للمملكة واحتضانها الفعاليات والمعارض والمناسبات الثقافية، إضافة إلى شراكة وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد بن صالح العواد؛ التي كان لها بالغ الأثر في عكس الصورة الحضارية لترسيخ مفهوم الثقافة للمجتمع بوجه عام، وجدة بشكل خاص؛ لمقدرتها على استيعاب مثل هذه التظاهرات الثقافية العالمية.
وكان معرض جدة الدولي للكتاب بجدة في نسخته الثالثة “الكتاب حضارة”، قد أسدل مساء أمس الأحد، الستار على فعالياته بعد أن استمر لمدة 10 أيام مفعمة بالمتعة والفائدة عبر أكثر من 50 فعالية ومشاركة 500 دار نشر محلية وعربية وعالمية نثرت أكثر من مليون و500 ألف عنوان في مختلف مناحي المعرفة، والتي لبت تطلعات ما يزيد على 551 ألف زائر من داخل المملكة وخارجها، ومشاركة 800 شخص في التنظيم والخدمات المساندة.
وأضاف، أن التركيز في إدارة هذا المشهد الثقافي والرقي به كصناعة ثقافية مهمة كان ينصب في مراعاة عناصر التجديد والتنوع في الإثراء المعرفي، ونشر الوعي وتثقيف المجتمع بالكتاب، وتجسيد الدور التكاملي بين مختلف الجهات العاملة في المعرض، والحرص على إظهاره بالصورة التي تخدم توجيهات القيادة الرشيدة، واهتمامها بهذه الصناعة، وتنمية روح الانتماء إلى الكتاب والاهتمام بحركة التأليف والنشر بشكل عام.
وقدّم الأمير مشعل؛ شكره لمختلف الجهات المشاركة في المعرض، ولنخبة المفكرين ورجالات الثقافة والأدب، ممّن أثروا هذا الحراك في الفعاليات المصاحبة من ندوات ومحاضرات وأمسيات قيمة، تواكب تطور الحركة الثقافية في المملكة، حيث جعلت معرض جدة الدولي للكتاب يضع بصمته على الخريطة الثقافية، ليس محلياً فقط؛ بل عالمياً بفتحه المشاركة لمختلف دول العالم في صورة تدلل على التنوّع الثقافي، وإضفاء نوع من الشراكة المعرفية بين المملكة والدول المشاركة.