كان هذا الأسبوع موجعًا لتنظيم الحمدين؛ إذ تلقت خلاله حكومة قطر ست صفعات مؤلمة على مختلف المستويات؛ ليتواصل السقوط المدوي للدوحة، بعد أن تخلت عن أشقائها وجيرانها، وارتمت في أحضان الأحزاب الإرهابية، التي ما زالت تقودها من خسارة لأخرى، ولن تتخلى عنها حتى تستنزف مواردها المالية.
خسارة اليونسكو
شهدت انتخابات اليونسكو خسارة المرشح القطري حمد الكواري خلال انتخابات الجولة الخامسة للمدير العام لمنظمة اليونسكو، بعدما حسمتها المرشحة الفرنسية لصالحها في الوقت الذي أكد فيه مراقبون أن لغة المال هي التي سيطرت على الانتخابات، بعد محاولات الدوحة الفوز بالمنصب عبر الرشاوى والمال السياسي.
وسقط المرشح القطري في الجولة الأخيرة في المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو).
وكانت المنظمة قد شهدت احتجاجات كثيرة خلال الأيام الماضية من قِبل الجمعيات الدينية ومحبي السلام، الذين وقفوا منددين ومستنكرين تقدُّم قطر للترشُّح بمنصب إدارة المنظمة، معبِّرين عن خطورة الأمر في حال فوز قطر؛ وذلك لعدم التزامها بالوسطية والاعتدال ونبذ التطرف والإرهاب.
نووي إيران
كالعادة كان الخيار القطري خاطئًا بالارتماء في أحضان طهران، التي تلقت ضربة قاصمة أمس الأول من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عندما أعلن أن طهران لن تحوز السلاح النووي أبدًا، مؤكدًا أنه بوصفه رئيسًا للولايات المتحدة يمكنه إلغاء الاتفاق في أي وقت.
وقال الرئيس الأمريكي إن الاتفاق النووي مع طهران كان أسوأ اتفاق وقَّعته الولايات المتحدة الأمريكية عبر تاريخها، وإن النظام الإيراني أخاف المفتشين الدوليين لمنعهم من تفتيش المنشآت النووية.
هذا التخلي الأمريكي عن نووية إيران أصاب تنظيم الحمدين بالخوف من المستقبل المظلم، وذلك في ظل تشبُّث الدوحة بالصداقة الإيرانية اعتقادًا بأنها ستصبح قوة نووية مهابة خلال فترة قصيرة.
اقتصاد يتهاوى
كشفت تقارير اقتصادية دولية عن حجم المخاطر التي تواجه الاقتصاد القطري، التي قد تتسبب في انهياره مع استمرار المقاطعة العربية للدوحة منذ انكشاف الغطاء عن ضلوعها في دعم التنظيمات الإرهابية في المنطقة وتمويلها.
وكشف تقرير لوكالة “بلومبيرج” الأمريكية، نُشر هذا الأسبوع، أن العجز المالي في مصرف قطر المركزي أجبره على إضافة 19 مليار دولار من الأصول المقدرة بالعملات الأجنبية التي لم يتم الكشف عنها سابقًا إلى الاحتياطيات المالية في شهر أغسطس بناء على توصية من صندوق النقد الدولي؛ لمواجهة مخاطر تهاوي الاقتصاد.
ويواصل الاقتصاد القطري الترنح من جراء الأزمات التي ضربته في الفترة الأخيرة، وأدت إلى تخفيض تصنيف قطر الائتماني من (AA) إلىAA) )، الذي تصدره مؤسسة “فيتش” الدولية للتصنيف الائتماني، وهي إحدى ثلاث شركات تصنيف كبرى، إلى جانب “ستاندرد آند بورز”، و”موديز”، فضلاً عن هروب رؤوس الأموال والاستثمارات الأجنبية من البلاد.
كيماوي المسفر
مطلع الأسبوع خرج الدكتور محمد المسفر المستشار القطري المقرب من تنظيم الحمدين مهددًا باستخدام القنابل الغازية لإبادة 200 ألف من أبناء القبائل القطرية ممن تجمعوا غضبًا من سحب جنسية شيخ قبائل مرة.
واستهجنت كل من الفيدرالية العربية، والمنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا وأوروبا، التهديدات الخطيرة التي صرَّح بها مستشار أمير قطر محمد المسفر، وأعربت عن قلقها البالغ إزاء هذه التصريحات التي تعكس خطورة مآلات الأزمة الداخلية على المعارضين القطريين، والرسائل الخطيرة التي حملتها للمواطنين، ولاسيما أنها تعكس الموقف الرسمي للحكومة القطرية باعتبارها صادرة عن شخصية قطرية برتبة مستشار لأمير البلاد.
تهديد أمني
منتصف هذا الأسبوع كشف الرئيس الأسبق لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الشيخ عبداللطيف آل الشيخ، عن تهديد علني تلقاه جاسم بن عبدالرحمن آل ثاني، أحد المقربين من تميم. هذه التهديدات الجادة أدت إلى عاصفة غضب بين السعوديين، وأكدت استمرار التصرفات الصبيانية للساسة القطرين؛ وهو ما أدى إلى استنكار خليجي شعبي لهذه الطريقة في التعامل.
وكان آل الشيخ قد كتب عبر حسابه في “تويتر” قبل أيام: “الله يمهل ولا يهمل. كل نفس أُزهقت، وأطفال يُتموا، وأعراض انتُهكت، وديار هُدمت، وشعوب شُردت، ونفوس رُوعت في الجحيم العربي.. سيُسأل عنها الحمدان وأذنابهما”.
وجاء رد أحد أذرع تنظيم الحمدين، واسمه جاسم بن عبدالرحمن علي آل الشيخ، يحمل تهديدًا صريحًا: “قُلْ ما شئت، لكن لا تُشِرْ لقطر وأهلها من قريب أو من بعيد، وإلا لا تلومن إلا نفسك. حذرتك لما سبق بيننا من ود وأخوَّة، وأنذرتك عندما بلغ السيل الزبى، وقد أعذر من أنذر”.
فساد رياضي
قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” بدء تحقيق بشأن ناصر الخليفي، رئيس نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، بعد التحقيقات التي بدأها النائب العام السويسري مع الخليفي والأمين العام السابق للفيفا جيروم فالكه.
وأشارت شبكة bbc إلى أن التحقيقات تتعلق ببيع حقوق البث التلفزيوني لمباريات كأس العالم لمجموعة شركات بين سبورت التي يديرها الخليفي، والأمين العام السابق للفيفا فالكه.
وقال الادعاء العام السويسري العام الماضي إنه يحقق مع فالكه في “قضايا جنائية عديدة، من بينها سوء التسيير”.
وجاء في بيان المدعي العام الخميس أن الإجراءات مع الخليفي “اتُّخذت بناء على نتائج التحقيقات”.